Haki Fann

الرمزية بالفن الفلسطيني - حكي فن

March 14, 2024 artmejo Season 1 Episode 1
الرمزية بالفن الفلسطيني - حكي فن
Haki Fann
More Info
Haki Fann
الرمزية بالفن الفلسطيني - حكي فن
Mar 14, 2024 Season 1 Episode 1
artmejo

الرمزيّة بالفنّ الفلسطيني هو استخدام رموز معيّنة بتعبّر عن المقاومة والصمود والطموح بالحريّة. نحن عم نشوفها بوقتنا اليوم يمكن مُختَزَلة بالبطيخ ومثلّث المقاومة.. بس شو أصول الرمزيّة بالفنّ الفلسطيني… ومن متى بلّش يظهر بالفنون التشكيليّة؟

حكي فن سلسلة فيديوهات تعليمية على قناة اليوتيوب الخاصة بآرتميجو، والتي تغطي مجموعة واسعة من المواضيع حول تاريخ الفن بالعالم العربي 

نتحدث عن الفنانين وأعمالهم والحركات الفنية عبر التاريخ في جميع أنحاء العالم مع التركيز على المشهد الفني العربي الحديث والمعاصر

 قوموا بدعم القناة من خلال صفحة باتريون الخاصة بنا

إعداد وتقديم: لبنى الجقة

 https://www.instagram.com/artmejo :انستاجرام 

 https://www.facebook.com/artmejo :فيسبوك

www.artmejo.com :الموقع الالكتروني 


Presented by artmejo, Haki Fann is a series of short educational videos that discusses Arab art history. We talk about artists, artworks, art movements and history from all over the world with a focus on the Arab modern and contemporary scene

Support us through our Patreon page

Instagram: https://www.instagram.com/artmejo 

Facebook: https://www.facebook.com/artmejo 

Website: www.artmejo.com 


حكي فن سلسلة فيديوهات تعليمية على قناة اليوتيوب الخاصة بآرتميجو، والتي تغطي مجموعة واسعة من المواضيع حول تاريخ الفن بالعالم العربي

نتحدث عن الفنانين وأعمالهم والحركات الفنية عبر التاريخ في جميع أنحاء العالم مع التركيز على المشهد الفني العربي الحديث والمعاصر

قوموا بدعم القناة من خلال صفحة باتريون الخاصة بنا https://shorturl.at/awxA4

انستاجرام https://www.instagram.com/artmejo

فيسبوك https://www.facebook.com/artmejo

الموقع الالكتروني www.artmejo.com

Show Notes Transcript

الرمزيّة بالفنّ الفلسطيني هو استخدام رموز معيّنة بتعبّر عن المقاومة والصمود والطموح بالحريّة. نحن عم نشوفها بوقتنا اليوم يمكن مُختَزَلة بالبطيخ ومثلّث المقاومة.. بس شو أصول الرمزيّة بالفنّ الفلسطيني… ومن متى بلّش يظهر بالفنون التشكيليّة؟

حكي فن سلسلة فيديوهات تعليمية على قناة اليوتيوب الخاصة بآرتميجو، والتي تغطي مجموعة واسعة من المواضيع حول تاريخ الفن بالعالم العربي 

نتحدث عن الفنانين وأعمالهم والحركات الفنية عبر التاريخ في جميع أنحاء العالم مع التركيز على المشهد الفني العربي الحديث والمعاصر

 قوموا بدعم القناة من خلال صفحة باتريون الخاصة بنا

إعداد وتقديم: لبنى الجقة

 https://www.instagram.com/artmejo :انستاجرام 

 https://www.facebook.com/artmejo :فيسبوك

www.artmejo.com :الموقع الالكتروني 


Presented by artmejo, Haki Fann is a series of short educational videos that discusses Arab art history. We talk about artists, artworks, art movements and history from all over the world with a focus on the Arab modern and contemporary scene

Support us through our Patreon page

Instagram: https://www.instagram.com/artmejo 

Facebook: https://www.facebook.com/artmejo 

Website: www.artmejo.com 


حكي فن سلسلة فيديوهات تعليمية على قناة اليوتيوب الخاصة بآرتميجو، والتي تغطي مجموعة واسعة من المواضيع حول تاريخ الفن بالعالم العربي

نتحدث عن الفنانين وأعمالهم والحركات الفنية عبر التاريخ في جميع أنحاء العالم مع التركيز على المشهد الفني العربي الحديث والمعاصر

قوموا بدعم القناة من خلال صفحة باتريون الخاصة بنا https://shorturl.at/awxA4

انستاجرام https://www.instagram.com/artmejo

فيسبوك https://www.facebook.com/artmejo

الموقع الالكتروني www.artmejo.com


أهلا وسهلا فيكم ببودكاست "حكي فن"... أنا لبنى الجقة

"حكي فن" بيغطي مجموعة واسعة   من المواضيع حول تاريخ الفن بالعالم العربي، بنتحدث فيه عن الفنانين وأعمالهم والحركات الفنية عبر التاريخ في جميع أنحاء العالم، مع التركيز على المشهد الفني العربي الحديث والمعاصر.

أول حلقة مميّزة... مش لأنها أوّل حلقة، لكن لأنها بتحكي عن كتير رموز وصور عم بتشكّل فهمنا للي عم بيصير في فلسطين من خلال الأخبار وشبكات التواصل الاجتماعي مؤخّراً، وعم تتخزّن بذاكرتنا

-أصوات هتافات-

7 أوكتوبر هو تاريخ انحفر بقلوب وعقول كلّ الأجيال

 الكبار: اللي رجّعتهم الأحداث لنكبة ال48 ونكسة ال 67 والانتفاضة الأولى سنة ال87 والثانية سنة ال 2000... والعديد من المجازر القاسية اللي مارسها الاحتلال الصهيوني على الشعب الفلسطيني، المحفورة بذاكرتنا الجمعيّة كشعوب عربيّة

والصغار: اللي أوّل مرّة بيشهدوا حرب بهاي الوحشيّة تُنقَل وتبثّ بشكل مباشر... هاي ليست أوّل حرب من نوعها، ولكن هاي أوّل حرب بزمن تطوّر السوشال ميديا، قدرت توصل لكلّ شخص بالعالم شو ما كان عمره أو خلفيته الجغرافيّة، الدينيّة أو السياسيّة

الرمزيّة بالفنّ الفلسطيني هو استخدام رموز معيّنة بتعبّر عن المقاومة والصمود والطموح بالحريّة. نحن عم نشوفها بوقتنا اليوم يمكن مُختَزَلة بالبطيخ ومثلّث المقاومة.. بس شو أصول الرمزيّة بالفنّ الفلسطيني… ومن متى بلّش يظهر بالفنون التشكيليّة؟

نحن كنّا محظوظين إنّه قدرنا ندردش سريعاً مع واحد من أعمدة الفنّ الفلسطيني الحديث: الفنّان والرسّام والنحّات سليمان منصور، اللي حكالنا شوي عن الرمزيّة الفلسطينيّة قبل النكبة

أمّا من بعد نكبة ال 48، فأغلبنا وعي على رموز فنيّة عديدة متعلقة بالقضيّة الفلسطينيّة.. زي "حنظلة"، الولد الفلسطيني اللي داير ضهره للعالم، واللي بيمثّل الفلسطيني المعذّب.. لكن القوي رغم كلّ الصّعاب. الفنّان الفلسطيني ناجي العلي مبتكر أيقونة حنظلة اعتمده كتوقيعه الرسمي على أعماله بعد سنة ال 73، وكان يقول إنّه حنظلة بيمثّل انهزام وضعف الشعوب العربيّة تجاه القضيّة الفلسطينيّة

سألنا الفنّان هاني علقم صاحب التجربة الفنيّة الأسلوبيّة المميّزة والمتأثّرة بالمدارس الفنية التعبيرية، والرمزية، والتجريدية عن حنظلة 

حنظلة كان ولسّاته طفل صغير، ورح يكبر لمّا بينتهي الاحتلال الإسرائيلي وبتتحرّر فلسطين كاملة

الشعب الفلسطيني صرله تحت قسوة وظلم الاحتلال الصهيوني سنين طويلة، لكننا بنشوف الأجيال عمتتعلّق بتراثها وتاريخها الفلسطيني أكثر فأكثر مع مرور الزمن؛ فكلّ ما يحاول الاحتلال طمس أو سرقة أي شي متعلّق بالهويّة الفلسطينيّة، بنشوف الشعب عمبيتمسّك بكل تفاصيل هويته أكثر، وعم يخلق رموز جديدة -إضافة إلى الرموز القديمة- لتعبّر عن نضاله ومقاومته وهويته وحقّه

الفنان هاني علقم أيضاً حكالنا عن هوسه برمز المقاومة الجديد اللي كلنا عم نشوفه: المثلث الأحمر. بيقول

دانا برقاوي هي فنّانة شابّة، أعمالها مليئة بالألوان والرموز اللي بتشتغلهم غالباً باستخدام ألوان الأكريليك والحبر، وبتضيف عليهم خيوط بتعطي لوحاتها أبعاد بصريّة ومجازيّة، بتعزّز الهويّة الفنيّة المتفرّدة لأعمالها  

"بالنسبة إلي أهمّ الرموز الفنيّة بالفنّ الفلسطيني هي رموز مقاومة المُستَعمِر، لأنّه هاي الرموز بتحكي قصّة وتاريخ شعب كامل، وبتورجي إنّه المقاومة هي جزء لا يتجزّأ من الرواية الفلسطينيّة

وهي موجودة في كل إشي: المقاومة في الأرض.. في الناس.. في الشجر.. في النباتات.. في الأكل.. في الملابس.. في الموسيقى وفي الأدب

ولكلّ رمز من رموز المقاومة الفلسطينيّة فيه قصّة

واللي بيلهمني برموز المقاومة إنها عادة بتكون غير مفهومة للمُستعمِر اللي ما بيفهم لغة سياقها

فرموز المقاومة هي مش بس إشي من النوستالجيا؛ في ثورات صارت من ورا هاي الرموز

الرموز بالفنّ ممكن تكون حافز كتير قوي للتغيير

ولمّا سألناها عن الرمزيّة بأعمالها، جاوبت

"أنا بأعمالي بستخدم الفنّ كأداة للتعبير عن مشاعر وقصص.. هدفه هو إلهام المشاهد للتفكير بقضايا مهمّة وتحدّي الوضع الراهن

وبركّز على الجوانب الاجتماعيّة والسياسيّة، ومفاهيم الهويّة في مجتمعي والعالم العربي

والهدف هو إثارة الحوار لنبلّش نحكي عن الأشياء اللي جدّ مهمّة، ونتحدّى الروايات الاستعماريّة السائدة

لوحاتي فيها طبقات من الرموز اللي بتمثّل روايات بصريّة... كلّ لوحة بيكون فيها رموز للاستعمار والظلم... بس كمان فيها رموز مقاومة ورموز الشعب والأرض؛ لأنّه عمره ما كان فيه اضطهاد وبشاعة بدون مقاومة وجمال

بالفنون البصريّة الفلسطينيّة بنلاقي كتير رموز من زمان: رموز فنيّة كانت تعبّر عن الأفكار المتعلّقة بالهويّة الوطنيّة والقوميّة والمقاومة بشكل غبر مباشر، لتحمي الفنّانين من الرقابة أو "القصاص" الصهيوني

فمثلاً شجرة الزيتون، وغصن الزيتون، والحمامة البيضاء، نبتة "الصبر"، مفتاح العودة، المرأة بثوبها الفلسطيني، الكفيّة الفلسطينيّة... كل هدول همّ رموز من التاريخ والتراث اللي تجلّوا بلوحات وأعمال فنيّة فلسطينيّة رح نحكي عنها أكثر بالتفصيل اليوم

تتميّز فلسطين بأرضها الخصبة اللي دايماً معبّاية شجر زيتون وصبّار. بالطريق من أي مدينة فلسطينيّة للثانية، بتلاقي شجر الزيتون على طول الطريق، والصبّار محاوط القرى الصغيرة.. أو -للأسف- المستعمرات الإسرائيليّة اللي كانت قرى فلسطينيّة وانسلبت وتهجّروا أهلها

شجر الزيتون مهمّ بالرمزيّة الفنيّة الفلسطينيّة مش فقط لأنّه موجود بكثرة، بس أيضاً لأنّ جذوره بتمتدّ بالأرض لسنين طويلة... جذور سميكة وقويّة وعنيدة... بتتمسّك بترابها وما بتفلّت. ولهيك الشعب الفلسطيني بيشبه شجر الزيتون، فرغم الاحتلال والقهر الناس صامدة وعم بتقاوم، وعم تحلم بالتحرير الكامل كلّ يوم

بنذكر من الفنّانين الفلسطينيّين اللي وظّفوا شجر الزيتون بلوحاتهم كرمز لثبات وصمود ومقاومة الشعب الفلسطيني: إسماعيل شمّوط، سليمان منصور، خليل رباح، فيرا تماري، محمد مسلّم ونبيل عناني

ومن زيت الزيتون بينصنع الصابون النابلسي المشهور، اللي أيضاً تمّ استخدامه في الفنّ الفلسطيني، زي ما عملت الفنّانة منى حاطوم. كتبت صحيفة "حبر" على موقع "إكس" (تويتر سابقاً) سنة 2019: ""في عمل منى حاطوم "فعل مضارع" من عام (1996)، قامت حاطوم برسم خريطة اتفاقية أوسلو بالخرز على أكثر من ألفي صابونة نابلسية. قد يكون أقوى ما في العمل هو رائحة الصابون الواخزة التي تنعش ذاكرة الزائر وتشوشها معًا بمجرد دخوله الغرفة

الفنّانة الفلسطينيّة رنا بشارة اشتغلت على مشروع اتضمّن نبات الصبّار والشوكولاتة. بالنسبة إلها هاي أكثر طريقة بصريّة "ساخرة" ممكن اتطبقها فنيّاً بتعبّر عن وضع الفلسطينيّين اللي عايشين تحت الاحتلال. رنا من الجليل المُحتَلّ، والصبار أو "الصبر" بالنسبة إلها هو اسم على مسمّى؛ بيعبّر عن الصمود والمقاومة رغم الظروف الصعبة

ينمو الصبّار بدون حاجة لرعاية وسقاية، متل المقاومين في فلسطين اللي بيضلهم يقووا رغم قسوة الاحتلال ووحشيته سنة بعد سنة. أمّا الشوكولاتة اللي عالصبّار فهي بترمز لصمود فلسطين ضدّ الاحتلال: فمتل ما مستحيل تقدر تلحس الشوكولاته عن الصبر لأنه لسانك بيتعبّى شوك.. مستحيل تحتلّ فلسطين بدون مقاومة الشعب الفلسطيني المستمرّة.

الفنّانة الفلسطينيّة سامية حلبي بتقول بكتابها "فنّ تحرير فلسطين": "الصبار بالرمزيّة الفنيّة الفلسطينيّة –هو رمز الصمووود والثبات. الجزء الحلو والطري داخل الصبّار –مغلّف بقشرة قاسية وشائكة. هالنبات بيضلّ بيكبر وبينتشر حتّى في أقسى الظروف... والفلسطينيين مصرّين يضلّ عندهم هالصفات– ليستمرّوا بمجابهة الإرهاب الصهيوني

وبما إنّه عمنحكي عن الرموز النباتيّة بالفنّ التشكيلي الفلسطيني، فأكيد لازم نحكي عن البرتقال.. برتقال يافا تحديداً

بنكبة عام 1948، آلاف الفلسطينيين نزوحوا من مدينة يافا بالقوارب حتّى ينقذوا أنفسهم من قصف الجيش الإسرائيلي

ولهيك، صارت ريحة البرتقال بترمز للشوق والحنين للوطن، وكمان بترمز للمنفى والعُزلة عن البيت والأهل– متل ما بنشوف بكتير أعمال للفنانين إسماعيل شمّوط، عفاف عرفات وسليمان منصور

وكما تأثّر الفنّ التشكيلي برمزيّة البرتقال، اتأثّر الأدب الفلسطيني القَصَصي والرِوائي أيضاً

فمثلاً، الكاتب والمناضل الفلسطيني غسّان كنفاني كتب قصّة قصيرة اشتهرت كتير.. بعنوان "أرض البرتقال الحزين"، واستعمل البرتقال كرمز للفقدان

الفنّانين استعملوا الرمزيّة كوسيلة ليحكوا عن قضايا مهمّة من خلال تقديمهم لأعمال استفزازيّة.. بتجبر المشاهد على التساؤل والتفكّر

أمّا بعمليّات الإبادة الممنهجة على غزّة، فكلنا عم بنشوف فاكهة البطيخ في كلّ مكان... رمزية البطيخ مرتبطة بألوان العلم الفلسطيني.. بس كيف ومتى بلّش استخدام البطيخ للتعبير عن القضيّة والمقاومة ورفض الاحتلال الصهيوني؟

بعد حرب النكسة سنة 67، صار رفع العلم الفلسطيني  في غزة والضفة الغربيّة جريمة جنائية بيحاسب عليها الاحتلال الإسرائيلي، 

رفع الاحتلال هذا الحظر سنة 1993 بعد توقيع اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينيّة و"إسرائيل "، بس ضلّت البطيخة بترمز لرفض الاحتلال والاحتجاج على الظلم وتجاوز الرقابة والتعرّض للحجز

بسنة ال1980 هجم الجيش الإسرائيلي على معرض فني للفنانين سليمان منصور ونبيل عناني وعصام بدر في جاليري 79 وأغلقه بعد 3 ساعات فقط من الافتتاح، بحجّة إنّه أعمالهم إلها طابع سياسي، وفيها ألوان العلم الفلسطيني

واليوم، خالد حوراني مصدوم.. بس سعيد وفخور إنّه هالرمز انتشر بشكل كبير بعد كل هالسنين، خصوصاً إنه بيعتبر مشروع "الأطلس الذاتي الفلسطيني" اللي استعمل رمز البطيخة على غلافه من المشاريع الأقلّ نجاحاً إله بالمقارنة مع مشاريع أخرى  

وبنشوف كمان اليوم إنّه في ناس عبيلصقوا صور بطيخ على سيارات أجرة في تل أبيب، مكتوب عليها: هذا ليس العلم الفلسطيني

وفيه العديد من تصاميم لملابس مرسوم عليها بطيخة ومكتوب تحتها: "هذه ليست بطيخة" – بتأثر من جملة الفنان السريالي البلجيكي الشهير رينيه ماغريت ولوحته الشهيرة: هذا ليس غليوناً

استخدم الفنّانون الفلسطينيّون العديد من السبل للتعبير عن الثبات ومقاومة الاحتلال ورفض الفصل العنصري والوحشيّة الصهيونيّة.. بفنّهم نفسه، وأيضاً بالمواد الفنيّة اللي كانوا يستعملوها

فمثلاً، الكثير من فنانين كانوا يستخدموا مواد من الطبيعة الفلسطينيّة والأرض كموضوع لأعمالهم.. وأيضاً مصدر للمواد الفنيّة اللي بيستعملوها؛ مثل الطين والصلصال

هاد تعبير عن ارتباطهم بالأرض والوطن، وأيضاً موقف مقاطعة للمواد الفنيّة الاسرائيليّة، اللي بفترات عديدة ما كان متوفّر غيرها بالأسواق

احتكار المواد الاستهلاكيّة وغيرها هو نوع من أنواع ترسيخ الاحتلال من خلال إجبار الشعب على استهلاك المواد الاسرائيليّة فقط، كون المواد المحليّة ممنوع تصنيعها أو عرضها للبيع

على سبيل المثال، استخدم الفنّان سليمان منصور الطّين لأول مرة في لوحاته خلال الانتفاضة الأولى، من فكرة أنّ تراب الوطن هو في نهاية المطاف ما يقاتل الفلسطينيون ويموتون من أجله

كما ابتكر الفنّان سليمان رمز اعتُمِد لسنين طويلة كالرمز الرسمي لفلسطين، وهو طائر الشمس الفلسطيني

جرّب الفنّانون الفلسطينيّون استعمال خامات طبيعيّة متواجدة في بيئتهم، مثل الطين والقشّ والخشب والرمل والجلود وأجزاء من التطريز الفلسطيني والكتب والرسائل القديمة

عمليّة الإبداع الفنّي باستخدام المواد الطبيعيّة بيترك أثر واضح على النتيجة النهائيّة للعمل وطريقة فهمها، لأنّه العمل بحدّ ذاته هو رمز للأرض نفسها وبعبّر عنها حرفيّاً

فمثلاً القطع الفنيّة الطينيّة اللي اشتغل عليها سليمان منصور بتشبّكنا بشكل مباشر مع الحِرَف الفلسطينيّة الشائعة، ولكن بطريقته الفنيّة الخاصّة.. اللي بتاخدنا لمطارح مجازيّة أوسع وأعمق فنيّاً من مجرّد مجسّم مصنوع من طين

هدف سليمان منصور من هالقطع مش إنتاج قطعة فنيّة متعارف عليها و"آمنة" بالمعنى الإبداعي، لأنّه هدفها عنجد هو خلق تساؤلات حول علاقة الإنسان بالأرض وعلاقة الفنّان بالطبيعة اللي خلق منها وعايش فيها.... يعني ممكن يصنع الفنّان عمل فنّي بإيديه.. بس يطلع معه شي يعيد تركيبة فهمه لكلّ شي حوليه

الفنّان نبيل عناني سافر لمدينة الخليل حتّى يتعلّم فنّ صناعة الجلود المحليّة، وبيذكر أوّل حمولة للجلود أخذها على بيته بسيّارته الخاصّة، وكيف ضلّت ريحتها بشعة لحتّى تعلّم كيف يتعامل مع الجلود وينظفها.

بنفس الفترة، بدأ الفنّان تيسير بركات باستخدام الأصباغ الطبيعيّة والحنّة، وأيضاً استخدم آلية الحرق بالنار لرسم تشكيلاته على الخشب

أمّا المفتاح فهو رمز لحقّ العودة.. عودة المهجّرين بالنكبة لبيوتهم وأراضيهم

تحوّل المفتاح لرمز بعد نكبة ال48 لأنّه في ناس لليوم عندهم مفاتيح بيوتهم بالداخل المُحتل من وقت ما نزحوا منها على أساس مؤقتاً  

لوحة الفنان توفيق عبد العال بعنوان "لا تسقطوا" اللي رسمها سنة 1975 صارت من الملصقات الفلسطينيّة المشهورة.

فيها شخص حامل غصن زيتون بإيده اليمين، ومفتاح بإيده الشمال. غصن الزيتون بيرمز لل"سلام"، لكن المفتاح بيرمز لحق العودة. يعني باختصار توفيق عبد العال عمبيقول إنّه لا سلام بدون ما يرجع كل اللاجئين والنازحين على بيوتهم بفلسطين

أعمال الفنان عبدالرحمن المزيّن تنوعّت بين لوحات زيتيّة على قِماش أو غرافيكية بحبر على ورق، وأسلوبه- مزج بين الواقعيّة والرمزيّة. رسم مجموعة لوحات سنة 2007 بتتكوّن من رموز عديدة؛ غالباً فيها المرأة الفلسطينيّة بثوبها المطرّز

 وبوحدة من اللوحات الثوب مطرّز بالحمام الأبيض اللي بيرمز للسلام، بس بنفس الوقت هي ماسكة المفتاح بإيد وغصن الزيتون بإيد ثانية كأنها عمبترميه على العدو متل ما الثوّار كانوا يرموا الحجار على دبابات الجيش الصهيوني بالانتفاضة الأولى... وصار الحجر و"النقيفة" أهمّ رموز هاي الانتفاضة

وطبعاً في رموز أكثر مباشرةً وأقلّ رمزيّةً– استعملها الفنّانون والفنانات الفلسطينيّون بشغلهم.. متل جدران الفصل العنصري، الأسوار والأسلاك الشائكة، وقضبان السجون والظلام. هاي الرموز بتوصف قَسوة العُزلة والسجن والحجز الإداري الطويل اللي بيمدّ سنين وسنين من الظلم.. فكلنا بنعرف أنّه واحد من أكبر جرائم الاحتلال هو سجن الرجال والشباب والأطفال والنساء واعتقالهم إداريّاً بدون تهم مُثبَتة

بتقول سامية حلبي بكتابها "فنّ تحرير فلسطين" أيضاً.. إنّه الإرهاق بيصاحبه الشعور بالغضب، والأسلاك الشائكة المنتشرة في كل مكان هي رمز للسياسة الإسرائيلية المتعمّدة لتعطيل الحياة والتسبّب بالألم، عشان هيك صارت الأسلاك الشائكة بترمز لعمليات الإغلاق والحظر العديدة

الفنان الفلسطيني خليل رباح عمل معرض بالشارقة بسنة ال2022، اسمه "من حقول الذهب في المنطقة ج... ليس كل ما يلمع ذهباً"، هو عبارة عن لفائف أسلاك شائكة مطليّة دهب.. استعملها الفنّان ليعبّر عن السخرية الكامنة - باحتلال الجيش الصهيوني للأراضي الفلسطينيّة الريفيّة - واللي بتشكّل تقريباً 60% من أراضي الضفّة الغربيّة

 هالمناطق كانت تشكل في يوم من الأيام العمود الفقري للاقتصاد الزراعي الفلسطيني، ومع إنّه الفلسطينيّين بيقدروا يفوتوها، لكنهم بيتردّدوا إنّه يقربوا عليها من أثر الصدمات المتراكمة الناتجة عن قمع وعنف الجيش الصهيوني والذلّ المُمَنهَج اللي بيمارسوه

في منتصف مساحة العرض فيه وعاء مملوء بزيت الزيتون ولفائف من خيوط التطريز..واللي هو رمز آخر من رموز التراث الفلسطيني

 وهون - بين الأسلاك الذهب واللفائف المغمورة بالزيت بيحاول رباح عرض المفارقة بين الاحتلال المتوحّش.. والمُحتَلّ اللي جريمته الوحيدة إنّه ما بدّه يترك وطنه

 مع كل اللي عمبنشهده من بربريّة الاحتلال على الشعب الفلسطيني، في زخم فنّي بيعبّر عن الغضب، والقهر ومرّات القلق والفخر… وبهالأثناء في سؤال عمبيدور بأذهان معظم الفنانين: مين كنّا قبل الحرب ووين رح يوّصلنا تعبيرنا الفنّي بعد الحرب؟ هاني علقم قال:

ما بيكفّينا 1000 حلقة لنحكي عن الفنّ الفلسطيني ورمزيّته اللي رسّخت القضيّة الفلسطينيّة بوعي الملايين من الناس

هالحلقة مُهداة للشعب الفلسطيني العظيم المناضل، اللي بيعلّمنا كلّ يوم معاني الحياة- من مقاومته المستمرّة للاحتلال الغير شرعي 

هالشعب بيعبّينا قوة وأمل، متل ما بعبّينا فنّ وأسباب أكثر تستحق الحياة